كتب حمادة الشورى
طالب فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، أن يكون العام 2018 عاماً للقدس الشريف، تعريفاً به ودعما ماديا ومعنويا للمقدسيين، ونشاطاً ثقافياً وإعلامياً ومتواصل تتعهده المنظمات مثل جامعة الدول العربية، والتعاون الإسلامي، ومنظمات المجتمع الإسلامي.
جاء ذلك في كلمته اليوم الأربعاء، في افتتاح مؤتمر الأزهر الشريف العالمي لنصر القدس الشريف بحضور قادة وممثلين عن 86 دولة على رأسهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وطالب الطيب، بضرورة مقابلة قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس، بضرورة تفكير عربي وإسلامي جديد وجاد، يتمحور على تأكيد عروبة القدس، وحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية، محذراً من التهديدات التي تواجه الإسلامية التي يجب أن تستعيد ثقتها في نفسها وقدرتها.
وأكد الطيب أن كل احتلال إلى زوال، وإن بدى اليوم مستحيل إلا أن نهايته معلومة ومؤكدة، مشيراً إلى أن نماذج التاريخ تثبت ذلك فمن قبل إسرائيل كانت الحملات الصليبية التي استمرت مائتي عام ثم انتهت.
وشدد الطيب على أهمية المؤتمر الحالي، بسبب ما تمر به القضية الفلسطينية من ظروف وملابسات، ومساعي لتقسيم منطقة الشرق الأوسط، مطالباً بأن يخرج المؤتمر بنتائج عملية غير تقليدية لاستثمار الطاقات.
وألمح الطيب إلى أن كل مراحل التعليم عاجزة عن التعريف بخطر القضية الفلسطينية، وإلقاء الضوء على ماضيها وحاضرها، حتى يتمكن من يتولى الدفاع عن تلك القضية من الأجيال المقبلة، مشيراً إلى أنه على الجانب الآخر يقدم الاحتلال بثاً لتشويه العرب وزرع روح العداء والكراهية.
وقال الطيب “نحن دعاة سلام، وفقما تقتضيه تعاليم الدين الإسلامي.. سلام لا يعرف الذلة ولا الخنوع.. تصنعه قوة العلم والتصنيع، والقدرة على رد الصاع صاعين”، لافتاً إلى أنه إذا كان العدو الدخيل يعيش بيننا فمن العار أن نخاطبه بلغة لا يفهمها ولا يدركها ونقف متخاذلين.
وأضاف “أؤمن أننا نحن من صنعنا هزيمتنا في أعوام 1948، و1967، من خلال التخاذل في مواقف الجد، والتراجع عن الدور المنوط بكل شخص”، ووجه الطيب الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي لإيلائه الأولوية والأهمية للقضية الفلسطينية ومعه الشعب المصري، مشيراً إلى دوره البارز في القضية في ظل ما لحق بها من تعقيدات خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح أنه منذ نكبة فلسطين في عام 1948 يعقد الأزهر الشريف المؤتمرات لدعم القضية الفلسطينية من خلال الأبحاث ذات العمق والاستقصاء، ليبلغ عددها في الفترة من 1948 إلى 1988، نحو 11 مؤتمراً لنبذ التعدي على ممتلكات المسلمين والمسيحيين، وتدمير الكنائس والأديرة في القدس ويافا وغيرها.
ولفت الطيب إلى أن الأزهر الشريف دعا مجدداً لإقامة مؤتمره لنصرة القدس بعد 30 عاماً من التوقف.