كتب أنس صبحي سالم
امرأة في الجانب الآخر، تلوّح لي، ها انت ذا، فتعال.
مددت يدي فانتضفت من أحلامي خائفا، وصوت أحدهم في الخارج يقول: لا أحد في البيت، إنه مهجور منذ مدة، ودوي انفجار في بيت الجيران، والكل يهرع ويصرخ، قلت لنفسي: إذًا هناك حرب، وتلك المرأة بجانبي حتمًا لا أتذكرها، وذلك الطفل الذي يتوسطنا، وكل الحطام الذي يملئ الغرفة، ويدي وجسدي المغطيان بالغبار، وتعتريني رغبة شديدة في البكاء.
أغمض عيني ثم أفتحها على اللاشئ، سواد شديد وضيق نفس، وذاك طفل يحتضنني، ويد احدهم تتشبث بي، وأصوات تتعالى وتقول: هناك أحدٌ ما هنا، فذاك البيت لم يسلم من الانفجار وذلك الفراش كان أنقاضا وتلك المرأة كانت زوجتي وذاك كان طفلي، ثم غبت عن الوعي.
استيقظت على سرير حديدي صريره مزعج، واصوات انين وصراخ، وهرولة في الممر، وممرضة تسألني كيف أشعر، قلت لها: بالفقد، ثم أتبعت كلامها بأن كان هناك قصف وأني نجوت وحدي، فقلت لنفسي: إذًا هناك حرب.