كتب محمد أحمد القطقاط
كرمت قرية ساقية ابو شعره بأشمون المنوفيه اسرة الشهيد مقدم شرطه ” محمد محمود فرج القطقاط” جاء ذلك خلال إحتفالية كبري نظمها شباب قرية ساقية أبو شعره بحضور لفيف من القيادات التنفيذيه والشعبيه بإشمون .
يذكر ان الشهيد المقدم “محمد فرج”، رئيس قسم التحريات بإدارة مكافحة المخدرات بالجيزة، الضابط الذى دمغ قلوب كل من يعرفه بحبه ودماثة أخلاقه، الذى نسى نفسه كضابط ووهب نفسه عن طيب خاطر لخدمة المواطنين والدفاع عنهم. ملامحه لم يسكنها الشر أبداً، ملامح معمورة بالوداعة والطيبة التى تزينها ابتسامة لا تبرحها، لا يختفى الأمل من عينيه ولا الحب من قلبه، لا يعرف سوى كلمة حاضر، تحت أمرك. نظلمه إذا أسميناه المقدم محمد فرج، رئيس قسم التحريات بإدارة المخدرات، نظلمه بهذا التوصيف الضيق فهو قبل كل شىء إنسان وهب ضخ أنفاسه الأخيرة فى شرايين عمله حتى سقط وهو يؤدى واجبه داخل مكتبه الذى نقل منه بين الحياة والموت إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة إثر إصابته بأزمة قلبية.
ستجد اسمه معروفاً لدى منطقة المعادى، وهى المنطقة التى يقيم فيها، الجميع يعرفونه، الأهالى وجيرانه لا يتذكرونه سوى بتلك الكلمات التى تدل على طبيعته «ده كان راجل طيب، جدع، محترم، صاحب صاحبه». وكأن للشهداء طريقهم، اختتم الرجل حياته، حيث ارتدى ملابسه «المدنية» ودع زوجته وابنيه الاثنين، وخرج من باب شقته، استقل سيارة من منطقة المعادى حيث يقيم ووصل إلى مكتبه بإدارة مكافحة المخدرات بالجيزة.
كان يوماً عادياً كأى يوم آخر مر به… لكن النهاية كانت على مرمى حجر، كانت عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشرة صباحاً، وكعادته جلس إلى مكتبه وبدأ فى مباشرة عمله وفحص عدداً من المشتبه فيهم، أحس بحاجته إلى فنجان من القهوة، وعقب تناوله شعر بحالة إعياء شديد، ضيق فى التنفس، ألم مفاجئ فى الصدر، طلب من المجند الذى يعمل معه الاتصال بزوجته وأصدقائه، المقدم محمد فيصل ضابط بمديرية أمن الجيزة والمقدم على عبدالكريم زميله فى إدارة المخدرات، وتوجهوا إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، دخله ضاحكاً لكنه كان يخفى فى أعماقه مرارة الإحساس بالرحيل، طلب الطبيب فى ذلك الوقت حجزه لإجراء فحوص طبية وما هى إلا ساعات قليلة حتى لفظ فرج أنفاسه الأخيرة داخل غرفة العناية المركزة. وقبل أن تخرج أنفاسه الأخيرة كانت آخر كلمات فرج لزوجته وابنته جانا 5 سنوات وابنه عمر 3 سنوات وأصدقائه وزملائه فى العمل وجيرانه ووالده ووالدته وشقيقاته البنات «هتوحشونى كلكم»، وأنهى حياته بابتسامة لا يزال الجميع يتذكرها.
مشهد الحزن والحسرة ممتد فى منطقة المعادى، تخيم مشاعر الحسرة على الجميع فى منطقة المعادى وفى منطقة السيدة زينب، وهى المنطقة التى تربى فيها وعاش فيها طفولته مع والده الذى يعمل مديراً لإحدى المدارس بالمنطقة ووالدته وشقيقاته البنات. الحزن ضارب بجذوره فى عيون زملائه فى إدارة مكافحة المخدرات بالمديرية، سواء من مباحث بولاق الدكرور أو العمرانية، وأيضا مسقط رأسه فى محافظة المنوفية، تتيبس حلوقهم لا يجدون كلمات للعزاء، فقط بكاء ودعوات له بالرحمة.
«الضابط الجدع» بهذا اللقب، الذى يصفه به أهالى قريته، رحل فرج تاركاً هذا الاسم فى محل عمله بإدارة مكافحة المخدرات بالجيزة، اللقب ليس جديداً، كان لقبه منذ أن تخرج فى كلية الشرطة سنة 1999، حيث عمل ضابطاً بقوات الأمن بالجيزة ثم تولى منصب معاون مباحث بقوات أمن الجيزة، وتولى بعد ذلك منصب معاون مباحث العمرانية، وعمل هناك مع فريق المباحث وتمكن من ضبط العديد من التشكيلات العصابية، ثم تولى بعد ذلك منصب رئيس مباحث نقطة شرطة الطالبية، واستمر فى عمله كضابط فى مكافحة الجريمة وضبط المجرمين، ثم تولى منصب رئيس مباحث شرطة الكهرباء بالجيزة لمدة 5 سنوات، وعمل بعد ذلك فى الأقصر أيضاً رئيساً لمباحث شرطة الكهرباء، وعاد فرج عقب ثورة 25 يناير الماضية وتولى منصب وكيل فرقة مباحث غرب الجيزة، وخلال تلك الفترة ألقى القبض على العديد من التشكيلات العصابية والخطرين، ثم تولى منصب رئيس مباحث بولاق الدكرور لمدة 6 أشهر، خلال تلك الفترة ضبط العديد من الإرهابيين وتجار المخدرات، كما تمكن أيضاً من ضبط أكبر عصابة لترويج الأقراص المخدرة فى نطاق محافظة الجيزة، وضبط بحوزتهم 20 مليون قرص مخدر، وتصدى مرتين لمجموعات مسلحة حاولت اقتحام القسم وتهريب السجناء، انتقل بعد ذلك للعمل بإدارة المخدرات بالجيزة، وضبط أيضاً العديد من تجار المخدرات بالمحافظة.. رحل فرج وبقيت ذكراه عطرة تضيف أعماراً مديدة إلى عمره.
وكيل وزارة الزراعه يكرم الحاج محمود فرج القطقاط (والد الشهيد) تكريم الشهيد

والد الشهيد مقدم محمد محمود فرج
رئيس مجلس مدينة اشمون يكرم والد الشهيد